مديرة المدرسة أ/ وفاء علي أحمد مطهر

مديرة المدرسة أ/ وفاء علي أحمد مطهر
المرشدة الطلابية ترحب بكن

رؤية الثانوية السابعة: تميزي بتعظيمي للبلد الحرام و هدفي السير ببلدي للأمام

لو علمت الدار بمن زارها فرحت واستبشرت ثم باست موضع القدمين وأنشدت بلسان الحال قائلةً اهلا وسهلاً بأهل الجود والكرم أهــــــــــــــــــلا ً وسهــــــــــــــــلا

الجمعة، 13 أبريل 2012

مسرحية من اليوم سيكون ولائي لكتابي

قدم الإرشاد الطلابي بالتعاون مع طالبات الإذاعة المدرسية مسرحية مميزة بعنوان
مسرحية من اليوم سيكون ولائي لكتابي
وذلك مشاركة في برنامج اللجنة الدينية تحلي و تخلي والتي كان لها بالغ الأثر على نفوس بناتنا الطالبات حيث صورت معاناة الكتاب الذي لو كان يستطيع الشكوى لاشتكى من عبث بعض المستهترات من الطالبات ونص المسرحية هو :
  
المشهد الأول
تظهر طالبة أمامها طاولة و عليها كتب و هي تقلب فيها , ثم يرن الجوال تقول : صديقتي راوية أرجو أن تأتي بأخبار سارة , أهلا وسهلا كيف حالك ؟

راوية : بخير حال نحمد الله المتعال .. و أنت يا صديقتي كيف حالك ؟
الطالبة :أنا بخير  ولكنني أحس بالملل ..
راوية :ولماذا ؟
الطالبة :هذه الكتب الكثيرة إنها مملة و صامتة و رتيبة .. لذلك فأنا أجعلها جميلة برسم الورود البديعة و الفراشات الوديعة ..
راوية :على رسلك يا صديقة .. فالكتاب غالي و ليس للتسالي ..
الطالبة :( بتعجب ) غلي !! هل أصبت بالجنون ؟؟ دولتي ثرية وتعطينا الكتب مجانية لننشئ أمة إسلامية متسلحة بالعلوم العلمية .
راوية :ها أنت على نفسك أجبت .. فالكتب ليست للتسلية والرفاهية بل هي لطلب العلم و رفعة الأمة الإسلامية ..
الطالبة دعيني من هذه الكلمات القوية حملتيها نصائح ذهبية ,  قد تهتم بها فتاة غبية , لكن بالنسبة لي فأنا ألمعية في حياتي متمزة و جلية حين أمزق الكتب أجد فيها تسلية أصنع بها سفينة أسطورية تعبر أفكاري التخريبية .. والآن يا صديقتي أعطيني رقم صديقتي دلال لأبث إليها هذا التملال , وسوف أسجله في آمن مكان على صفحات كتابي ..
راوية :كما تشائين يا عزيزتي , والرقم هو
الطالبة :تبدأ بكتابة الرقم على الكتاب ثم تقول : شكر لك يا صديقتي , و وداعا ثم تضع الجوال جانبا , وتظهر التعب و النوم ثم تنام على مكتبها , وهنا تظهر فتاة تلبس أوراق مبعثرة ومقطعة وهي تعرج و تضع على إحدى عينيها عصابة و تصيح : آه آه , فتستيقظ الفتاة من نومها فزعة خائفة و تقول : من أنت ؟
أنا الكتب التي خربت و مزقت جئت لأعاقبك و للقاضي أشكوك .
تظهر فتاتان تمسكان بالحبال و تقولان : أين المتهمة ؟
تشير إليها وتقول : هاهي يا سيدي , يأخذانها , وهي تصرخ بريئة بريئة أتركوني أتركوني .
ثم الصوت من الخرج : وماذا حدث لتلك الفتاة عندما أخذت إلى القضاء ؟

المشهد الثاني :
يظهر على المسرح الكتاب الممزق و خلفه ست طالبات يمثلن المواد يلبسن ملابس بيضاء وعليها ما يشير لكل مادة من حروف و أرقام وصور للمحاليل الكيميائية و التجارب الفيزيائية وكرة أرضية وتقويم للتاريخ والجفرافيا وغيره .., و في المنتصف القاضي وعلى جانبيه مساعديه , وفي الجانب الثاني الطالبة المتهمة تمسك بها طالبتان ,
القاضي : بدأت الجلسة , فلتبدأ الضحية بالحديث ,
الكتاب : سيدتي القاضية أيتها الحاضرات يا كل من يسمع شكوتي ويحس بمعاناتي .. هذه المتهمة شريرة مجرمة وتدعي أنها متميزة و متعلمة .. فقد طغت علي و حولتني إلى تسلية تكتب ذكرياتها في وترسم بين صفحاتي أفكارها الذهبية التخريبية ,و اتخذت مني مفكرة يومية لأرقامها و مواعيدها الشخصية ,

القاضي : لماذا و ماذا فعلت حتى تتسلط عليك فهل لها أسأت ؟!
الكتاب : أنا ؟!(بتعجب ) أنا أفنيت عمري فداءً لها و هؤلاء أبنائي كانوا في خدمتها فكنت لها الصديق  في الغربة و الأنيس في ساعة الوحدة , أنا يا سيدي وهج في ظلمة عاتمة , وروضة فيها زروع نامية , أنا يا سيدتي من وصفني الأدباء و تغنى بي الشعراء ألم تسمعي من روائع ما قيل في
جل قدر الكتاب يا صاح عندي 
                       فهو أغلي من الجواهر قــدرا 
لست يوما معيره من صديـــق  
                        لا ولا من أخ أحـــاذر غـدرا
ما على من يصونه من مــلام 
                        بل له العذر فيه سرا وجهرا
لن أعير الكتاب إلا بـــرهن 
                      من نفيس الرهــون تبرا ودرا
أنا يا سيدتي الفاتح للعقول المغلقة والمحرك للقلوب الصدئة. و  لن تتقدم أمة لا تعرف شدتي وبأسي وتشرب من شهدي وتفهم كلامي..و إذا أردت المزيد فهؤلاء أبنائي قد خدموا هذه التي نكرت الجميل ولم يجدي فيها الكثير و لا القليل , ولم يفيدها علمي وزن قطمير , فإليهم استمعي و بحججهم اقتنعي .
القاضي : تقدموا و بحججكم أدلوا .

كتاب العربي : أنا يا حضرات أفضل اللغات أعدتها إلى عصر الأجداد وعلمتها لغة الضاد , وأسرار القرآن والفصاحة والبيان ..
كتاب الدين : أما أنا يا سيدتي فنوري من سنا ربي أزودها بعلمي لتصبح عابدة لربي ونافعة لأمتي  .
كتاب الحساب : أما أنا يا سيدتي فلولاي ما حسبت الساعات  و الأيام و لا عرفت بداية الشهور والأعوام , أنا ساعدتها في البيع و الشراء و التطور و البناء .
كتاب العلوم : و أنا يا سيدتي أفتح لها آفاق العلم و الأحياء و أسرار الطبيعة و الكيمياء ..
كتاب التاريخ : و أنا قديم باق أحكي قصة أجدادي و أسطر حاضر أحفادي وعندي غرائب الأخبار و روائع الأسرار.
كتاب الجغرافيا : أنا أصف البحار و الأنهار, و أحملها بين السهول والجبال و الهضاب و التلال ,أنا المتعة و الجمال و الطقس والمناخ وتغير الأحوال .
جميع الكتب : فماذا ترانا يا سيدتي قد أعطينا العالم سوى العلوم و الآداب وماذا اقترفنا سوى أنا سبب في نهضة العقول والألباب  .
الكتاب الممزق : ومع ذلك يا سيدتي فقد قابلت كل ما قدمت بالنكران والتسلط والطغيان ..
القاضي للطالبة : يا لك من طاغية و للجميل ناكرة ,
الطالبة في توسل : أنا مسكينة أنا بريئة أرجوكم صدقوني .
القاضي للطالبة : اصمتي , ثم يلتفت إلى الكتاب : وهل لك شهود أيتها المسكينة .
الكتاب : (يشير إلى الحقيبة ) نعم تحدثي أيتها الحقيبة الجميلة لتظهري الحق واضحا جليلا .
الحقيبة : (يأتي صوتها من الخارج ) يا سيدتي هذه المتهمة الماثلة أمامكم تدعي العلم وهي تفقد الأدب والفهم , فأنا دائما ا   حافظ على كتبها من الأتربة و الغبار و الاندثار , ورغم ذلك يا سيدتي فهي تلقي بي في كل مكان دون تقدير أو احترام , ومنذ أن تصل على البيت لا تعبأ بي أين أكون على الأرض أو فوق السرير أو حتى تحت الأقدام .. وكنت يا سيدتي أصرخ مستغيثة و هي تضحك مستهزئة وكأن الرحمة نزعت من قلبها .
القاضي ( للطالبة ) : ماذا تقولين فيما سمعت ؟
الطالبة : كذب وافتراء فأنا حين أعود إلى المنزل أكون في متعبة ومن كثرة الواجبات  مرهقة لذلك ألقي بتلك الحقيبة البئيسة فألقي معها همومي و أنسى آلامي  و احزاني, فهل أكون بذلك قد أجرمت ؟!
القاضي : يا لك من لئيمة , شرفك الله بالعلم واخترت الجهل و الهم .
ثم يلتفت إلى الكتاب : أين بقية الشهود  ؟
الكتاب (يشير على القلم ) : هيا يا صاحبي القلم يا رمز رفعة الأمم . أدلي بما لديك من بيان لتظهر الحقيقة للأكوان .
 القلم : يا سيدتي لقد علني الله وسيلة العلم والفهم , أسطر البيان و أترجم المعاني .. ولكن هذه المحرومة اتخذتني وسيلة للتخريب فهي تعثوا في الكتب فسادا ناسية أو متناسية  أن الإنسان محاسب على كل ما يقول و يفعل ..
الطالبة : لا لا أرجوك يا سيدتي لا تصدقيهم فهم يبالغون و كأنهم عصابة اتفقت لتقضي علي , والحقيقة أن الكتب رتيبة و أنا أجملها بالصور الجميلة لتكون عونا لي على الاستذكار فماذا في ذلك ها ماذا في ذلك ؟!
القاضي : اصمتي ما أنت إلا مخربة و للعلوم مضيعة .
 يتداول القاضي مع مساعديه ثم يقول :

بعد النظر في ملف القضية و الاستماع إلى المتهمة و الضحية قررنا التالي :
أولاً- حكمنا على المتهمة بدفع غرامة مالية تعادل ثمن الكتب التي مزقت فهي باموال الدولة استهزأت .
ثانياً- حسمنا من درجات سلوكها درجتين حتى تكون عبرة للمخربين .
ثالثاً- (تشير إليها بعنف )أنزلوها من رفعة العلم و أردوها مقام الجاهل .
رابعاً- أخرجوها من نور العلم إلى غياهب سجن الجهل .. و اخلعوا عنها جواهر المعرفة و لألئ العزة , و البسوها ثياب الهوان و الذلة .
( يمسك الحراس بالمتهمة بشدة )
الطالبة : التوبة التوبة أرجوكم لن أعود لى حماقتي مرة ثانية ومن اليوم سيكون ولائي لكتابي .
الصوت من الخارج : هكذا يا أحباب لقد استفادت هذه الطالبة من ذلك الحلم المزعج و لن تعود أبدا لتخطيء في حق الكتب .